• أسعار النفط تلاقي دعما من الهبوط الحاد في أعداد الحفارات الأمريكية

    22/02/2016

    مختصون: آمال توافق المنتجين تتزايد
     أسعار النفط تلاقي دعما من الهبوط الحاد في أعداد الحفارات الأمريكية
     
     
    صعد خام برنت إلى 33.65 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 33.10 دولار .
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    استهل النفط تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاعات جديدة، وتجاوز الانخفاضات التي سجلت في نهاية الأسبوع الماضي البالغة 4 في المائة، حيث تلقت أسعار النفط دعما من بيانات اقتصادية عن هبوط حاد في عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة، ما جدد الآمال في انخفاض سريع لفائض المعروض النفطي العالمي.
    كما تلقت السوق دعما من الأجواء الإيجابية المحيطة باتفاق الدوحة بعد انضمام نيجيريا إليه، واتساع دائرة المنتجين المرحبين به والمستعدين للانضمام إليه، ما وسع الآمال في قدرة المنتجين على احتواء تخمة المعروض النفطي والسيطرة عليها وبالتالي إمكانية القدرة على استعادة استقرار السوق في فترة أقصر.
    وتترقب السوق نتائج الزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس النيجيري محمد بخارى إلى الرياض، ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي أشار بيان للرئاسة النيجيرية إلى أنها ستركز على سوق النفط الخام وكيفية التعاون لتجاوز تداعيات الأزمة الراهنة.
    كما توقع محللون أن تنعكس إيجابيا على سوق النفط تصريحات كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولي، التي أكدت ثقة المؤسسات الدولية في السياسات الاقتصادية والنفطية الخليجية، وتعتبر شهادة دولية على قدرة اقتصاديات الخليج على تجاوز تداعيات انخفاض أسعار النفط الخام، من خلال تبني سياسات مالية ناجحة واستخدام أدوات فعالة لضبط الإنفاق العام وتحقيق الإصلاح الاقتصادي الشامل.
    من جهته، قال لـ "الاقتصادية" يوها يارفمنبا؛ مدير شركة "ايلينا" للطاقة في فنلندا، "إن المعروض العالمي النفطي يواجه حالة تخمة شديدة، لكن هناك مؤشرات جيدة عن عدم استمرار هذه الحالة ويجيء في مقدمتها هبوط عدد الحفارات النفطية الأمريكية وهي مؤشر قوي على تقلص الإنتاج الصخري الأمريكي، وذلك بالتوازي مع احتمالية توافق المنتجين على تجميد مستوى الإنتاج"، مبينا أن هذين العاملين قادران على تقديم تحسن سريع في مستويات أسعار النفط الخام خلال فترة وجيزة.
    وأشار إلى أن المخاوف تتجه الآن نحو النفطي الإيراني الذي يسارع إلى ضخ كميات كبيرة من النفط الخام في سوق تعاني التشبع والتخمة، موضحا أن البنية الأساسية في القطاع النفطي الإيراني قديمة ومتهالكة وتحتاج إلى ضخ استثمارات قدرها البعض بـ 200 مليار دولار، وهو أمر غير متاح في ضوء الصعوبات التي تواجه الاستثمارات حاليا، وفى إطار الشكوك المحيطة بمعدل نمو الاقتصاد العالمي، ما يجعل خطط وطموحات إيران تصطدم بواقع مغاير قد يبدد تلك الطموحات.
    وأوضح أن عقد قمة سعودية نيجيرية في الرياض تركز في الأساس على مناقشة قضية أسعار النفط الخام ستكون لها بالتأكيد انعكاسات واسعة على تحسن ظروف السوق، كما أنها تمثل خطوة مهمة في طريق التعاون والتنسيق والحوار المتواصل بين كبار المنتجين.
    بدوره، أوضح لـ "الاقتصادية" دون ماكاى؛ مدير شركة "بى دبليو" للغاز المسال في سنغافورة، أن مراقبة ومتابعة السوق لمدة ثلاثة أشهر التي تم الاتفاق عليها بين دول اتفاق الدوحة تمثل فترة جيدة للإعداد للاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك الذي قد تشارك فيه دول من كبار المنتجين المستقلين، مبيناً أنه إذا نجح اتجاه المنتجين نحو تجميد مستوى الإنتاج يمكن تطوير هذه الخطوة بخطوات أخرى خلال اجتماع "أوبك"، وربما يتم التوافق على خفض الإنتاج وهو ما يمثل أكبر داعم لاستعادة التوازن في السوق.
    وأشار إلى أهمية أن تركز الجهود خلال الأيام المقبلة، على انضمام أكبر عدد من المنتجين إلى اتفاق الدوحة بما يضمن استمراريته ونجاحه، موضحا أن بعض الأوساط الدولية تشكك في نجاح الاتفاق بسبب وصول إنتاج كبار المنتجين إلى مستويات شديدة الارتفاع، لكن التوافق السعودي الروسي في حد ذاته إنجاز كبير للسوق، كما أن بعض التقديرات الأخرى تشير إلى أن فائض المعروض النفطي العالمي قد ينخفض إلى النصف من جراء تطبيق اتفاق تجميد الإنتاج.
    كما أكد ماكاي ضرورة التركيز على زيادة الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي المسال، لأن فيها آفاقا واسعة للنمو، كما أنه طاقة نظيفة تتواءم مع الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة والحد من الانبعاثات الضارة.
    من ناحيته، أشار لـ "الاقتصادية" لويس ديل باريو المحلل في مجموعة بوسطن للاستشارات المالية في إسبانيا، إلى أن استمرار توقف الحفارات وتجمد الاستثمارات ليست أمرا هينا، إنما هو مؤشر قوي على إمكانية أن نواجه أسعارا للطاقة شديدة الارتفاع في الأمد المتوسط، لأن مستقبل المعروض يبشرنا بمرحلة انكماش واسعة تلتهم تخمة المعروض الحالية وتتجاوزها إلى مرحلة ربما يتفوق فيها الطلب بشدة.
    وشدد على أهمية الاستعداد مبكرا لتفادي تلك الأزمة التي لا تقل في خطورتها عن الأزمة الحالية الخاصة بانهيار أسعار النفط الخام، مشيرا إلى أن جهود المنتجين والمستهلكين يجب أن تتكامل في المرحلة الحالية للوصول إلى مرحلة السوق المتوازنة المستقرة وعلى الحفاظ على أسعار مناسبة وعادلة للطاقة، لأن الانهيارات الشديدة قد ترتد في فترة وجيزة لتتحول إلى ارتفاعات شديدة، وكلاهما غير صالح لكل الأطراف في الصناعة وللاقتصاد العالمي بشكل أشمل.
    وأشار إلى أن بعض المحللين ذهبوا إلى احتمال عودة الأسعار إلى مائة دولار للبرميل، علاوة على تصريحات رئيس الإكوادور التي توقع فيها وصول سعر البرميل إلى 200 دولار، لكنها تقديرات بعيدة المدى ويجب أن تتركز الجهود حاليا على استعادة التوازن والاستقرار في السوق ودعم مبادرات العمل الجماعي للمنتجين.
    من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس بعد الهبوط الكبير الذي شهدته خلال جلسة التعامل السابقة مدعومة بهبوط في عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة.
    وارتفع سعر التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط أكثر من 3 في المائة ليتجاوز سعر البرميل 30 دولارا وبحلول الساعة 0809 بتوقيت جرينتش بلغ 30.59 دولار.
    وارتفع سعر خام برنت الدولي 2.4 في المائة إلى 33.83 دولار للبرميل، وهبطت تعاقدات الخامين نحو 4 في المائة يوم الجمعة.
    وقال بنك جولدمان ساكس، "إن تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة سيستمر، حيث توقف 26 حفارا إجمالا، ويشير العدد الحالي لمنصات الحفر إلى أن إنتاج الولايات المتحدة سيتراجع 445 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في عام 2016 في المتوسط".
    وأضاف، أن "التراجع الحاد لوتيرة نمو الطلب في الأشهر الأخيرة (ولا سيما البنزين)، يعتبر عاملا رئيسيا في توقعاتنا لمزيد من الهبوط والحاجة إلى فترة أطول حتى يعود التوازن إلى السوق".
    ارتفعت أسعار النفط العالمية في السوق الأوروبية أمس، للمرة الأولى في ثلاثة أيام، بدعم من توقعات انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، بعد انخفاض منصات الحفر والتنقيب في الحقول الأمريكية لأدنى مستوى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2009.
    وبحلول الساعة 08:33 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 32.55 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 31.94 دولار وسجل أعلى مستوى 32.72 دولار وأدنى مستوى 31.59 دولار.
    وصعد خام برنت إلى 33.65 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 33.10 دولار وسجل أعلى مستوى 33.84 دولار وأدنى مستوى 32.83 دولار.
    وانخفض النفط الخام الأمريكي "تسليم أبريل" يوم الجمعة بنسبة 2.5 في المائة في ثاني خسارة يومية، وفقدت عقود برنت "عقود أبريل" نسبة 2.7 في المائة، بفعل استمرار مخاوف تخمة المعروض العالمي وتوقعات ضعف الطلب.
    وفى تاسع انخفاض أسبوعي على التوالي، أعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة تراجع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 26 منصة إلى إجمالي 413 منصة الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى من كانون الأول (ديسمبر) 2009.
    وفي علامة سلبية جديدة لعمليات إنتاج النفط الصخري الأمريكي، نتيجة ارتفاع تكلفة الاستخراج مقارنة بالأسعار الرخيصة للخام خفضت الشركات النفقات وقللت عمليات الحفر والتنقيب.
    من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 29.17 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 29.96 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء تراجع لأول مرة بعد ارتفاع حاد سابق، وإن الأسبوع سيطرت عليه حالة من التقلبات السعرية المستمرة وإن "السلة" كسبت أقل من دولار واحد مقارنة بالسعر الذي سجلته في أول شهر فبراير الجاري، الذي بلغ 28.40 دولار للبرميل .
     

     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية